منذ اعتماد اللايزر وتطبيقاته للجلد، مثل ازالة الشعر والتجاعيد والانصباغات وغيرها، لم يحدث تطور كالذي حصل اليوم، اذ تشهد الساحة العلمية ابتكاراً جديداً لزراعة الشعر وهو الروبوت "آرتاس"
يعمل الروبوت "آرتاس" في لبنان في اشراف الطبيب الاختصاصي داني توما وفريقه الطبي الذي يدير مرحلة إجراء العملية بأدق تفاصيلها على شاشة الكومبيوتر من خلال برمجة دقيقة لزرع الشعر من دون جراحة.
أهمية هذه العملية الدقيقة تحدث عنها الاختصاصي في الامراض الجلدية وزراعة الشعر الدكتور توما لـ"النهار"، وقال انه في الامكان تلخيصها في مراحل ثلاث
علاج الصور الرقمية لاعادة تشكيل شكل الرأس من خلال صورة ثلاثية البعد ضمن برنامج تفاعلي "ستوديو آرتاس" الذي يتيح للطبيب تصميم خطة زرع الشعر بالتنسيق مع من يعاني الصلع قبل البدء بالعملية، والعدد اللازم من البصيلات التي سيتم زرعها، من خلال اطلاع الشخص المعني بما ستؤول اليه النتائج بعد الزرع
وفي المرحلة الثانية ينفذ الروبوت الثقوب في منطقة الزرع التي ستستقبل البصيلات وفق التصميم المتفق عليه في شكل دقيق جدا وبأصغر حجم لحماية الشعيرات الموجودة بشكل تام، وتفادي حدوث اي ندبات من تلك التي تحدث اثناء الجراحة التقليدية، ما يؤمن عودة سريعة الى ممارسة الحياة الطبيعية بعد ايام قليلة عوض اسبوع او اكثر
وتعتمد المرحلة الثالثة على صحة البصيلات التي تم اختيارها وكذلك دقة الاستئصال وطريقته، لأن نجاح أي عملية زرع للشعر يرتكز على خبرة الطبيب ومهارته وصحة البصيلات المقطوفة من منطقة الرأس الخلفية وسلامتها، وهنا تبرز دقة نظام الروبوت "آرتاس" المتطور، حيث يقوم الطبيب المشرف عليه بتحليل أفضل البصيلات واختيارها، لتقطف بعدها الذراع الآلية كل بصيلة بأفضل زاوية ولتحافظ على سلامة الشعرة كاملة من دون إلحاق أي ضرر بها أو بالأنسجة المحيطة، خصوصاً في حال دعت الحاجة الى اجراء زرع آخر. هذه الدقة اساسية في الاقتطاف ومعتمدة في زيادة فرص نمو الشعرة بعد زرعها في بيئتها الجديدة، حيث يقوم الروبوت بثقب الفتحات لاستقبال البصيلات في مناطق الصلع في شكل دقيق جدا، محافظا على سلامة الأنسجة المحيطة لدورها المهم في إعادة النمو
والروبوت "آرتاس" هو الأول المرخّص له من إدارة الغذاء والدواء الأميركية "FDA"، ويحقق شهرة واسعة في عالم الجراحة التجميلية في كلٍ من أوروبا وأميركا، وادخل الى لبنان بكلفة اقل في اول عيادة في الشرق الاوسط "سكين كلينيك"، وهو مميز بقدرته على تنفيذ افضل نتائج لزرع الشعر وتجنب السلبيات الناجمة عن طرق زرع الشعر التقليدية، إلى إمكان رؤية الشكل الجديد للشعر وتعديله قبل القيام بالإجراء من خلال البرنامج التفاعلي "آرتاس ستوديو"
وقال الدكتور توما: "أحدث آرتاس ثورة حقيقية في عالم زرع الشعر، وجعلها اقرب الى المثالية، فالنتائج النهائية رائعة والتقنية المستخدمة تأتي ضمن التكنولوجيا الطبية الأكثر تقدماً، وهو يكمل خبرة طويلة لدى الاطباء المتخصصين، ونتائجه غير ممكنة من دون اشراف الطبيب المتخصص وفريقه والعلاج المناسب للشعر. ويتميز هذا الروبوت بقدرته على مساعدة الطبيب على تحقيق نتائج مهمة لناحية جودة الشعر وعدده الذي يمكن زرعه من دون جراحة في جلسة واحدة، وبسبب البرنامج التفاعلي "ستوديو آرتاس" الذي يتيح تصميم الشعر المزروع بالتنسيق مع مرضى الصلع قبل البدء بالإجراء. كما ان أهم ما يميز روبوت آرتاس أيضاً هو إمكان تفادي حدوث أي انعكاسات أو ترك ندبات تترافق مع عملية الاقتطاف والزرع، والتي قد تحدث أثناء الجراحة التقليدية، الى عودة سريعة لممارسة الحياة الطبيعية"
واوضح انه الى الان من غير الممكن الاستعانة ببصيلات اي شعر غير شعر الشخص المعني، ولا ينصح بالشعر الاصطناعي الذي يرفضه جسم الانسان، ويمكن زرع الشعر في اي منطقة في الجسم كالحاجبين والذقن وشعر الرأس الذي يصيبه الصلع الوراثي ومناطق صلع بعد جراحة ما او مرض جلدي